الرياض، المملكة العربية السعودية - 14 شعبان 1442 ه الموافق 27 مارس 2021 م: مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر اللتين سيجري إطلاقهما قريبا، سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية.
وقال سمو ولي العهد: "إنه بصفتنا منتجًا عالميا رائدا للنفط ندرك تماما نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة".
وأضاف سموه: "إن المملكة والمنطقة تواجهان الكثير من التحديات البيئية؛ مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا للمنطقة، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة وسنعمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون» ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية".
كما أنها ستتضمن عددا من المبادرات الطموحة من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل حوالي 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل إسهام المملكة بأكثر من %4 في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و%1 من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
إن مبادرة السعودية الخضراء ستعمل كذلك على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من %4 من الإسهامات العالمية وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر %50 من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية؛ إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى %94.
ولفت ولي العهد إلى أنه سيعمل هذا المشروع على استعادة مساحة تعادل (200 مليون) هكتار من الأراضي المتدهورة مما يمثل (%5) من الهدف العالمي لزراعة (1 تريليون) شجرة ويحقق تخفيضا بنسبة (%2.5) من معدلات الكربون العالمية.
وأن حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط لا يتجاوز اليوم 967، وأن التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط في المنطقة ليست ذات كفاءة وستعمل المملكة العربية السعودية مع هذه الدول على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات مما سيسهم تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من %60، مضيفا سموه أن هذه الجهود المشتركة ستحقق تخفيضا في الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من %10 من المساهمات العالمية.
هاتين المبادرتين تأنيان تعزيز للجهود البيئية القائمة في المملكة العربية السعودية خلال السنوات السابقة وفق رؤية 2030 نظير رغبة المملكة الجادة بمواجهة ما عانته من تحديات بيئية تمثلت في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع موجات الغبار والتصحر وأن جزءاً من جهودها لتعزيز الصحة العامة ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين والمقيمين فيه.
كما أن هاتين المبادرتين تأنيان كذلك انطلاقاً من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة؛ واستكمالاً لجهودها لحماية كوكب الأرض خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي» الذي نتج عنه إصدار إعلان خاص حول البيئة وتبني مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس أول مجموعة عمل خاصة للبيئة فيهاء وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من .تدهور الأراضي وحماية الشعب المرجانية.
واختتم سمو ولي العهد قائلا: " أنا فخور بالإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر؛ وهذه مجرد البداية؛ تحتاج المملكة والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدما وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي، وبالنظر إلى الوضع الراهن، لم يكن بدء هذه الرحلة نحو مستقبل أكثر خضرة أما سهلاً، ولكن تماشيا مع رؤيتنا التطويرية الشاملة؛ فإننا لا نتجنب الخيارات الصعبة؛ نرفض الاختيار المضلل بين الحفاظ على الاقتصاد أو حماية البيئة؛ نؤمن أن العمل لمكافحة التغير المناخي يعزز القدرة التنافسية؛ ويطلق شرارة الابتكار, ويخلق الملايين من الوظائف؛ ويطالب اليوم الجيل الصاعد في المملكة وفي العالم، بمستقبل أنظف وأكثر استدامةً؛ ونحن مدينون لهم بتقديم ذلك وبهذا الصدد ستعمل المملكة مع كافة شركائها الدوليين من منظمات ودول لتطوير هاتين المبادرتين وما يندرج ضمنها من مبادرات والجداول الزمنية لتحقيقها".
تفاصيل مبادرة السعودية الخضراء خلال الأشهر القليلة القادمة؛ والعمل على إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الربع الثاني من العام المقبل.